أهلا وسهلا بك فى (زواج ليبيا | zwaj-libya.net) أول موقع وتطبيق متخصص لزواج الليبيين، والمقيمين في ليبيا فقط. والذي يتيح من خلاله الزواج والتوفيق بين رأسين فى الحلال فى جو من الخصوصية فى ظل آداب ديننا الحنيف. سائلين المولى عز وجل التوفيق للجميع...
مقالات الأعضاء
|
|
عدد الزيارات: 321 |
|
التفاصيل |
أخونى اخواتى أعضاء أنا أخترت هذا الموضوع بشكل خاص لنذرة الوفاء بالوعد و العهد فى مجتمعاتنا أرجو الاستفادة
(أيها الإخوة الأكارم ؛ من الناس من يعدون وهو يريدون أن يوفُّوا بما وعدوا فهم صادقون، ومن الناس من يعدون وهم لا يريدون أن يوفُّوا بما وعدوا، فهم كاذبون عند الله، ومن الناس من يعاهدك، وفي نيتهم أن يوفُّوا بما عاهدوا عليه فهم عند الله صادقون، ومن الناس من يعاهد و في نيتهم أن لا يوفُّوا ما عاهدوا عليه فهم كاذبون، فمن فروع الصدق و الكذب ما إذا وفَّيتَ بعهدك أو بوعدك. أيها الإخوة الأكارم ؛ الوعد و العهد يجمع بينهما أن الإنسان يقطع بشكل جازم بتنفيذ ما وعد أو ما عاهد، و لكنه الفرق بين الوعد و العهد أن العهد أكثرُ توثيقا، قد تدعمه أيمانٌ كثيرةٌ، و قد تدعمه أوراق و تواقيع، فالفرق بين العهد والوعد أن العهدَ أشدُّ توثيقا من الوعد، لكن وعد الحرِّ دينٌ. أيها الإخوة الأكارم ؛ هناك فرق بين الوعد و الوعيد، الوعيد بالخير في الأعمِّ الأغلب، و الوعيد بالشرِّ، فالمؤمن يعدُ بالخير، و إذا أوعد بالشر و في نطاق العدل ربما غلبه العفوُ على ذلك. يا أيها الإخوة الأكارم، الناس حيالَ الوعد أو العهد أربعة أنواع، النوع الأول من إذا وعد أو عاهد في نيته أن يوفِّي بوعده أو بعهده، فهذا صادق عند الله، وصادقٌ عند الناس، هناك صنف آخر يا أيها الإخوة حينما وعد، أو حينما عاهد كان في نيته أن ينفِّذ ما وعد أو عاهد، و لكن بعد مضيِّ الزمن تبدَّلت أحوالُه و ضعفت عزيمتُه و لانت إرادتُه، فحينما جاء وقتُ التنفيذ أراد ألا ينفِّذ، أو ضعفت إرادتُه عن التنفيذ، هذا ليس كذبا، ولكنه نقضٌ للوعد، أو العهد، أو نكث به، الحالة الأولى حالة الكذب، لكن الحالة الثانية حالة النقض أو النكث، لذلك جاء قوله تعالى:
﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾
[سورة الإسراء]
قد تدخل في موضوع مدخل صدق لكنه مع مضي الزمن ومع تبدُّل الحال ومع ضعف الإرادة ومع خور العزيمة، ربما لا تنفِّذ ما وعدت به أو ربما لا تنفذ ما عاهدت عليه، فهذه حالة أخرى تتفرَّع عن الكذب هي النقض أو النكث. أيها الإخوة الأكارم ؛ وهناك حالة ثالثة الإنسانُ يعد أو يعاهد وفي نيته أن الأكيدة أن يفيَ بما وعد به، أو بما عاهد عليه، ولكن ظروفا طارئةً ووضعا صعبا يحول بينه وبين تنفيذ ما وعد، أو ما عاهد، فهذا الصنف الثالث معذور عند الله جل وعلا، و الله وحده يعلم ما إذا كان صادقا في اعتذاره، أو ما إذا كانت الظروفُ التي حالت بينه و بين تنفيذ عهده ووعده حقيقية أو مفتعلةً، هذا أمره إلى الله، فهناك الصادق وهناك الكاذب، و هناك الموفِّي وهناك الناكث، وهناك المعذور، وهناك من يدَّعي العذر، و هناك نوع رابع بعد أن عاهد، أو بعد أن وعد وعدا قاطعا، وبعد أن عاهد، ووثَّق عهدَه بدا له أن الخير في خلاف ما وعد، أو في خلاف ما عاهد، وعدتَ ابنَك أن ترسله إلى بلد، مثلا في هذا البلد يُرتكب فيه المعاصي على قارعة الطريق، بدا لك أن ذهاب ابنك إلى هذه البلاد ربما يفسد أخلاقه، فعلى الرغم من أنك وعدته لك أن لا تفي بهذا الوعد لأن الخير في بقائه في بلده، في بعض الحالات)
(خطبة الشيخ الدكتور أحمد راتب النابلسي)
|